الخميس، 6 أكتوبر 2011

لماذا أمارس الرياضة ؟




جامعة عمر المختار
كلية الآداب والعلوم / طبرق
قسم علوم التربية البدنية والرياضة
Untitled2

لماذا أمارس الرياضة ؟
إعداد

أعضاء هيئة التدريس بالقسم

2010م


( 2 )
    ينظر الإسلام للإنسان نظرة شمولية ، فالفكر الإسلامي يرفض القبول بثنائية الإنسان التي تفصل بين العقل والجسم ، فالإسلام لا يغلب جانبا معينا علي حساب الآخر  ويتضح ذلك كما يلي :
أ- الوضع الشرعي للرياضة في الإسلام :
   كما إن الإسلام ينظر للطبيعة الإنسانية نظرة تحدوها الاعتبارات الواقعية ، فهو يحذر الإنسان من نقاط ضعفه بالرغم من القدرات والمهارات والمدارك التي وضعها الله فيه ، لذلك فان الفكر الإسلامي ينزل الإنسان المنزلة الواقعية ، فلا هو يحقر من شأنه ولا يرفعه إلي مراتب الغرور والخيلاء.
ب – نظرة الإسلام للتربية البدنية والرياضة :
   حث الإسلام علي تربية الفرد بدنيا ورياضيا، وقد جاء في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي طالب t قال : ( لم يكن النبي صلي الله عليه وسلم بالطويل ، ولا بالقصير ، شثين الكفين ، والقدمين ، ضخم الرأس ، ضخم الكراديس ، طويل المسربة ، إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صب ، لم أرى قبله ولا بعده مثله ) .
 وقد جاء فى مشية الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابى هريرة قال : (ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأن الشمس تجري في وجهه ، ولا رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، كأنما الأرض تطوى له ، وأنا لنجهد أنفسنا وأنه لغير مكترث ) .
ج – الصيغة الدينية ونظرتها للتربية البدنية :
لقد حفلت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم     بالكثير من الموافق التي دعا فيها إلي ممارسة الرياضة ، بل وقد مارسها بنفسه وحض المسلمين علي التمسك بها و يتضح ذلك من خلال :
- أقوال توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم :1
فقد اهتم صلى الله عليه وسلم أشد الاهتمام بالرياضة وحث المسلمين عليها فيقول   : (المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف ، ومن كل خير ) كما قال : (رحم الله امرئ أراهم من قوة ) .
2 – ربطه صلى الله عليه وسلم بين ممارسة الرياضة والجهاد وثوابتها : ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين المناشط البدنية والجهاد وحث علي ممارسة الرياضة بهدف الأعداد للجهاد في سبيل الله ، وأكد أشد تأكيد على تعلم الرياضات التي تخدم الجهاد كالجري والرمي و ركوب الخيل ، وفي صحيح مسلم عن (عقبة ) قال: سمعت رسول الله r يقول : ( وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي وكررها ثلاث مرات ، كما روي أهل السنن عن الرسول قوله : (من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا )    وفي لفظ آخر (فقد عصى ).
3 – وقائع ممارسته صلى الله عليه وسلم للرياضة
   لم يكتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد الحض علي ممارسة الرياضة بل مارسها بنفسه فقد ثبت عنه  صلى الله عليه وسلم انه سابق أبا بكر وعمر بن الخطاب وقد فاز الرسول صلى الله عليه وسلم وتلاه ابوبكر ومن خلفهم عمر رضي الله عنهما ، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه نظم ميدان الرمي ورمى بنفسه ، وقد مر علي نفر من الناس يتناضلون ( يرمون ) فقال لهم : ( ارموا بنو إسماعيل فان أباكم كان رامياُ ، ارموا وأنا مع بني فلان ) فلما امسك أحد الفريقين عن الرمي فقال عليه الصلاة والسلام ( مالكم لا ترمون ) فقالوا كيف نرمي وأنت معهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ارموا وأنا معكم كلكم ) رواة البخاري  .
سقراط :
هو المعلم المثالى الأول الذى حاول الربط بين الإنسان والمجتمع من خلال الفلسفة ، وقد اعتبر الفلسفة والتربية متصلين تماما ، وغاية الفلسفة فى نظره هى صياغة النفس الإنسانية وطبعها على قيم الحق والخير والجمال ، وتحقيق مجتمع أفضل من خلال التربية .
وقد أمن بان المعرفة هى الوجه الحقيقى للسلوك الحق وللفضيلة ، ولذلك دعا إلى البد من نقطة الجهل قائلا "أعرف نفسك بنفسك قبل كل شيء " وعرف التربية فى رأيه هو إنتاج افر يجدون سعادتهم بين ثنايا التدريب الخلقى والفكرى ، وفارق كبير لديه بين المتعة والسعادة ، ونصح بتنمية البدن بجانب العقل مشيرا إلى أن البدن المعتل يثمر أوخم العواقب على التفكير ، ونادى بالمزج بين الطبيعة الروحية والبدنية لخلق إنسان متكامل .
أفلاطون :
حاول معالجة الصراع القائم بين مصالح الفرد وسعادة المجتمع ، وان يوفق بين مطالب الجسم والروح ، وكان يؤمن بالألعاب الرياضية والموسيقى كوسيلة تربوية ذات طبيعة تكاملية تقوى وتبعد الميوعه والتراخي والموسيقى تطهر الروح وترقق المشاعر .
ولقد وضع أساسا لنظام تربوى من وجهة نفسية اجتماعية بداية من الميلاد ودخول الطفل الحضانة ، حيث نصح اللعب والألعاب فى التربية بمصاحبة الموسيقى ، وطالب بان يمضى الأطفال حياتهم كلها فى اللعب ومزاولة الرياضة وحذر من المغالاة فى الجدية معهم ، ونصح الشباب بممارسة الرياضة العنيفة والتقشف فى المأكل ونصح بالتمسك بتقاليد وقواعد الألعاب الرياضة .
أرسطو :  
     على الرغم من انه كان يعلى شان العقل ، إلا انه لم يهمل الجوانب الأخرى للإنسان ، فكان ينظر للإنسان على انه مكون من جسم وروح ، وقد ركز على الملاحظة والعلة حتى أنهم يرجعون إليه الفضل فى نشأة المنهج العلمى ، وكان مدركا للفروق الفردية بين الناس فنادى بان تتناسب مستويات التعليم مع احتياجات الناس ، وكان داعية عظيما للأخلاق ، فقد قال أن الأخلاق تعتمد علينا كما نعتمد عليها .
ويرجع البعض إليه مقولة أن )العقل السليم فى الجسم السليم ( ، فهو الذى طالب مشروع الدولة بسن قوانين للاهتمام بالحالة البدنية للمواطنين ، وهاجم الاحتراف الرياضى حتى انه طالب بمنع المحترف من الزواج خشية إنجاب أطفال ضعفاء ، كما أشار إلى مبدأ التدرج فى التدريب الرياضى تجنبا لتشويه أجسام الغلمان ، وأشار إلى أن الغذاء المناسب والتمرينات البدنية يشكلا أساسا لأي نظام تربوى .
تأكيدات الفلسفة فى التربية البدنية والرياضة
-       هناك بعد ديني للتربية البدنية يجب إلا نهمله .
-       القيم والمثل الأخلاقية تنتقل من الرياضة إلى الحياة فى المجتمع .
-       التأكيد على الفردية والانضباط الذاتي والتحكم فى النفس من خلال الأنشطة .
-       يجب انتقاء الأنشطة الرياضية التى تسهم فى تنمية الصفات والسمات الإرادية للإنسان.
-       اختيار الأنشطة التى تبنى وتدعم السلوكيات الأخلاقية مثل الاعتماد على النفس والشجاعة والمبادرة .
-       التربية عن طريق الطبيعة تكون بإعلان فضائل الفرد وتوفير المناخ المبنى عل أساس حقوق الفرد .
-       إعلان قيم النشاط المرتبط بالوقاية والصحة والأمان .
-       الاهتمام بالأنشطة التى تعمل على بث الارتقاء بمستوى العلاقة والسياسة والمواطنة الصالحة .
- الاهتمام بالأنشطة التى تعمل على بث قيم الانضباط والانتظام من اجل حياة أسرية طيبة .
          مع أطيب الأمنيات والى اللقاء فى العدد القادم،،،،

                              قسم علوم التربية البدنية والرياضة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق